ما تمثله المعموديّة

وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا. حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ، هكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ، لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.

فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟ حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟ أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟

رسالة اليوم هي الأخيرة في هذه السلسلة القصيرة عن المعموديّة. أعرف أن هناك الكثير يمكن قوله. وأنا أعتذر إن كنت قد تركت بعض أسئلتك دون إجابة. ولكن سيكون لدينا المزيد من الفرص في أماكن مختلفة لمناقشة هذه الأمور.

تذكر أن أحد الدوافع الرئيسية لدينا لطرح هذه السلسلة هنا في بداية فصل الصيف هو أننا نؤمن أن العهد الجديد يدعو الناس للمجيء إلى المسيح علانية وبشجاعة. نريد أن نرى أشخاصا مؤمنين يصلوا إلى مرحلة الشهادة العامة، ونريد أن نرى أشخاصا يصبحوا مؤمنين من خلال شهادتكم ومن خلال خدمة الكلمة هنا طوال فصل الصيف.

لماذا عيّن المسيح فعل المعموديّة؟

أحيانا قد نتساءل لماذا عين المسيح فعل المعموديّة. لماذا يوجد هذا الشيء كالمعموديّة؟ إن كان الخلاص بالنعمة من خلال الإيمان، لماذا نقيم طقسا إلزاميا أو رمزا لاستعراض هذا الإيمان؟ هذا السؤال لا يجيب عليه الكتاب المقدس. لكن التجربة تعلمنا بعض الأشياء المثيرة للاهتمام.

على سبيل المثال، بعد رسالتي الأولى قبل ثلاثة أسابيع جاءت إليّ مرسلة سابقة للفلبين، وأعربت عن تقديرها للسلسلة ثم قالت لماذا. قالت إنه في الفلبين، حيث هناك قدرا كبيرا من الكاثوليكيّة الاسميّة، يتم التساهل مع المتحولين ونادرا ما يلاحظهم عائلاتهم – إلى أن يأتوا لكي يُعمّدوا. عندها تتحقق النبوات الكتابيّة للعداء والانفصال. هناك شيئا حول هذا الطقس المتعلق بإيمان جديد يوجد في الإنسان يوضح أين يقف الشخص وماذا يفعل. وبعبارة أخرى، الوضع في العديد من الثقافات اليوم يشبه إلى حد كبير الوضع مع يوحنا المعمدان. حيث جاء يكرز بمعمودية التوبة، وأولئك الذين كانوا يظنون أنه بالفعل لديهم كل ما يحتاجون إليه كانوا في كثير من الأحيان يغضبون.

في نفس الاسبوع جاءت هذه المجلة عن الإرساليات (تقرير الفجر، 30 مايو). في الصفحة 7 هناك صورة لرجل يقوم بالتعميد في حقل إرسالي في نهر، بهذا التعليق تحت الصورة: "الخدمات في الهواء الطلق والتعميد في النهر أحيانا يكون أفضل ادوات النمو." نحن ببساطة لا نعرف كل مجموعة الأسباب التي لله في حكمته لوصف المعمودية كوسيلة معيارية للتعبير عن الإيمان في المسيح والاتحاد به وبشعبه. يمكننا أن نفكر في أسباب عديدة وراء كونها أمر جيد، لكن ربّما لا يمكننا أن نفكر بكل التأثيرات الجيدة التي يقصدها الله. في نهاية المطاف إنها عمل من الثقة في أبينا أنه يعرف ما يقوم به، ونحن سعداء أن نطيع وصيته.

تغطيس أم رش؟

ولكن اليوم سوف أحاول أن أبين من رومية 5: 20-6: 4 أكثر قليلا عن معنى عمل المعموديّة. وهذا أيضا سيجاوب على السؤال لدى البعض منكم بشأن طريقة التعميد - أي، التغطيس بدلا من الرش. في الواقع، اسمحوا لي أن أبدأ بكلمة عامة حول طريقة التغطيس بدلا من الرش. هناك على الأقل ثلاثة أنواع من الأدلة للاعتقاد بأن معنى العهد الجديد للمعمودية وممارستها كان بالتغطيس. 1) معنى الكلمة في اللغة اليونانيّة baptizo هو أساسا "تغطيس" أو "غمر"، وليس رش. 2) أوصاف المعموديات في العهد الجديد تشير إلى أن الأشخاص نزلوا في الماء ليغطسوا بدلا من إحضار الماء لهم في وعاء لسكبه أو رشه (متى 3: 6، "فِي الأُرْدُنِّ؛" 3: 16، "صَعِدَ لِلْوَقْتِ مِنَ مَاءِ"؛ يوحنا 3: 23، "كَانَ هُنَاكَ مِيَاهٌ كَثِيرَةٌ،؛" أعمال 8: 38 "فَنَزَلاَ كِلاَهُمَا إِلَى الْمَاءِ"). 3) التغطيس يتناسب مع رمز الدفن مع المسيح (رومية 6: 1-4؛ كولوسي 2: 12).

إننا لن نطيل أكثر من هذا، ولكن اسمحوا لي أن أقول كلمة واحدة حول كيفية أننا ننظر إلى حقيقة أن كنيستنا وطائفتنا تجعل المعموديّة بالتغطيس جزءاً محددا للعضوية في جماعة العهد المحليّة (وليس في جسد المسيح الشامل). نحن لا نؤمن أن طريقة التعميد هي فعل أساسي للخلاص. لذلك نحن لا نشكك في الموقف المسيحي للشخص فقط على أساس طريقة التعميد. قد يتساءل المرء بعد ذلك: ألا يجب إذن أن تضم للعضوية أولئك الذين اختبروا الولادة الجديدة بالحق، ولكن الذين تمت معموديتهم بالرش كمؤمنين؟ هناك طريقتان لتقرير لماذا لا نفعل ذلك.

1) هل يمكن تسمية طريقة من صنع الإنسان للمعموديّة "معموديّة"، إن كنا نؤمن على أساس ادلة جيدة أن ذلك ينحرف عن النموذج الذي جاء به المسيح؟ ألا يخاطر ذلك بالتقليل من الدلالة التي وضعها المسيح نفسه في الفريضة؟

2) المجتمعات المسيحية المحليّة، التي تُدعى كنائس، تؤسّس حول قناعات كتابية مشتركة، بعضها جوهري للخلاص، وبعضها غير جوهري. نحن لا نحدد حياة العهد معا فقط من خلال مجموعة من المعتقدات الضيقة حيث يجب للفرد أن يمتلكها ليخلص. بل بالحري نؤمن أن أهمية الحق وسلطان الكتاب المقدس يتم اكرامهم بشكل أفضل عندما تحدد مجتمعات الإيمان المسيحي أنفسها من خلال مجموعة من القناعات الكتابية والوقوف إلى جانبها، بدلا من إعادة تعريف معنى العضويّة في كل مرة يتم فيها التشكيك في إحدى قناعاتهم. عندما تستطيع المجتمعات المسيحيّة المختلفة أن تقوم بذلك بينما يعبرون عن المحبة والمودة الأخوية للمؤمنين الآخرين، فإن بهذا تتمّم خدمة الحقّ والمحبّة تماماً. على سبيل المثال، الحقيقة بأن العديد من المتحدثين الذين ندعوهم إلى مؤتمر كنيسة بيت لحم للرعاة ليسوا أعضاءً في هذه الكنيسة، فهذا يعلن أننا نأخذ على محمل الجد المحبة والوحدة ونأخذ الحق على محمل الجد.

وأية غير ضروريات تدرج من جيل إلى جيل في تعريف المجتمعات المختلفة يعتمد بشكل كبير على اختلاف الظروف وتباين التقييم بشأن أية حقائق يجب التأكيد عليها.

ما تمثله المعموديّة:

بهذه الخلفية دعونا ننظر إلى رومية 5: 20-6: 4 لمعرفة ما تمثله المعموديّة، وفقط بشكل ثانوي ما يعني ذلك بشأن طريقة التعميد. هدفي هنا هو مساعدتك على معرفة الحقيقة المجيدة التي تشير إليها المعموديّة، لكي تسيطر عليك الحقيقة بشكل أساسي، وبشكل ثانوي، ينهض جمال وأهمية الفعل في ذهنك وقلبك. رومية 5: 20-06: 4:

20وَأَمَّا النَّامُوسُ فَدَخَلَ لِكَيْ تَكْثُرَ الْخَطِيَّةُ. وَلكِنْ حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيَّةُ ازْدَادَتِ النِّعْمَةُ جِدًّا. 21حَتَّى كَمَا مَلَكَتِ الْخَطِيَّةُ فِي الْمَوْتِ، هكَذَا تَمْلِكُ النِّعْمَةُ بِالْبِرِّ، لِلْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ، بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا.

1فَمَاذَا نَقُولُ؟ أَنَبْقَى فِي الْخَطِيَّةِ لِكَيْ تَكْثُرَ النِّعْمَةُ؟ 2حَاشَا! نَحْنُ الَّذِينَ مُتْنَا عَنِ الْخَطِيَّةِ، كَيْفَ نَعِيشُ بَعْدُ فِيهَا؟ 3أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، 4فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟

من أحد الأمور العظيمة لهذا النص هو أنه يبين أنه إن فهمت ما تمثله المعمودية، ستفهم حقيقة ما حدث لك عندما أصبحت مسيحيا. كثير منا جاء إلى الإيمان وتعمّد في مرحلة ما عندما لم نكن نعرف الكثير جدا. هذا أمر جيد. ومن المتوقع أن تحدث المعمودية في وقت مبكر من الحياة المسيحية حيث لا تعرف الكثير جدا. بالتالي فمن المتوقع أيضا أن تتعلم في وقت لاحق أكثر وأكثر عما تعنيه.

لا تظن "أوه، لا بد لي أن أعود مرة أخرى واتعمّد، فأنا لم أكن أعلم أن لها كل هذا المعنى". لا. لا. فهذا يعني أنك ستعيد المعمودية مع كل مادة جديدة تدرسها في اللاهوت الكتابي. بدلا من ذلك، افرح أنك تعبر عن إيمانك البسيط في طاعة للمسيح، والآن تتعلم المزيد والمزيد عما يعنيه كل الأمر. هذا ما يفعله بولس هنا: فهو يأمل أن القرّاء يعرفون ما تعنيه معموديتهم، لكنه يتقدم ويعلمهم على أي حال، في حالة أنهم لا يعرفون أو قد نسوا. تعلم من هذه الآيات ما صورته ذات مرة في نظر الله، وما حدث لك حقا عندما اصبحت مسيحيا.

سوف أبحث في أمرين فقط من الأمور التي تمثلها المعمودية، وفقا لهذه الآيات.

1. تصور معمودية موتنا في موت المسيح:

الآيات 3 – 4أ: "أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ، فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ"، وهنا حقيقة عظيمة عنا نحن المسيحيين. نحن قد متنا. عندما مات المسيح مات موتنا. وهذا يعني أمرين على الأقل. 1) أولا هو أننا لسنا نفس الأشخاص كما كنا ذات مرة من قبل؛ فإنساننا العتيق قد مات. نحن لسنا كما كنا. 2) ثانيا هو أن موتنا الجسدي في المستقبل لن يكون له نفس المعنى بالنسبة لنا الذي سيكونه لو أن المسيح لم يمت موتنا. بما أننا متنا مع المسيح، وهو مات موتنا لأجلنا، فموتنا لن يكون أمراً مُرعباً كما كان يُمكن أن يكون. "أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟" (1 كورنثوس 15: 55). الجواب هو أن شوكة وغلبة الموت قد احتواهم المسيح. تذكر من الأسبوع الماضي: أنه شرب الكأس.

لاحظ تكرار حرف الجر "لِ" في الآيات 3 و4. اعْتَمَدَ "لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ"، واعْتَمَدْنَا "لِمَوْتِهِ" (الآية 3)، وبِالْمَعْمُودِيَّةِ "لِلْمَوْتِ" (الآية 4أ). ما يقوله هذا هو أن المعمودية تصور اتحادنا بالمسيح، وهذا يعني، أننا متحدون روحيا به لذا يصبح موته موتنا وحياته ستصبح حياتنا. كيف نختبر هذا؟ كيف يمكنك أن تعرف إن كان هذا قد حدث لك؟ الجواب هو أن ذلك يتم اختباره بالإيمان. يمكنك سماع ذلك في الآيات الموازية. غلاطية 2: 20 تجعل الارتباط بالإيمان: "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ..." وبعبارة أخرى، الـ "أنا" الذي مات هو العتيق في عدم الإيمان، الـ "أنا" المتمرد والـ "أنا" الذي جاء إلى الحياة هو "أنا" الإيمان - "فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ". وأساس هذا كله هو الاتحاد بالمسيح - "الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ." وأنا أحيا فيه - في اتحاد روحي معه. موته هو موتي وحياته تستعلن في حياتي.

ومثال آخر على ذلك هو في كولوسي 2: 6 – 7أ: "فَكَمَا قَبِلْتُمُ الْمَسِيحَ يَسُوعَ الرَّبَّ اسْلُكُوا فِيهِ، مُتَأَصِّلِينَ وَمَبْنِيِّينَ فِيهِ، وَمُوَطَّدِينَ فِي الإِيمَانِ." هنا مرة أخرى يمكنك أن ترى أن الإيمان بالمسيح هو طريقة اختبارك للاتحاد بالمسيح. تقبله ربا ومخلصا وفي هذا الإيمان تتحد به وتسلك "فِيهِ" وتُبنى "فِيهِ".

لذلك عندما تقول رومية 6: 3 – 4أ أننا اعتمدنا للمسيح ولموت، أعتبر ذلك أنه يعني أن المعموديّة تصور الإيمان الذي فيه نختبر الاتحاد بالمسيح. لهذا من المحتمل أنّ الله صمّم طريقة المعموديّة لتصور عملية الدفن. إنها تمثل الموت الذي نختبره عندما نتحد بالمسيح. لهذا السبب نحن يتم تغطيسنا: إنه دفن رمزي.

أعرف ذلك، أيها المؤمن، أنك قد مت. فقد صُلب الـ "أنا" المتمرد، عديم الإيمان، مع المسيح. هذا هو المقصود من معموديك وما تعنيه.

2. تمثل المعمودية جدة الحياة في المسيح:

الآية 4: "فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ، حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ، بِمَجْدِ الآبِ، هكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضًا فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ؟" لا أحد يظل تحت الماء من المعمودية. بل نصعد من الماء. وبعد الموت تأتي حياة جديدة. مات الـ "أنا" العتيق من عدم الإيمان والتمرد عندما تم اتحادي بالمسيح من خلال الإيمان. ولكن لحظة موت الـ "أنا" العتيق "أنا" جديدا قد أُعطي حياة – كما لو أن شخصا روحيا جديدا قام من بين الأموات.

التفسير الأكثر أهمية لهذه الحقيقة هي كولوسي 2: 12. يقول بولس "مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ." لاحظ: نحن أُقمنا مع المسيح تماما مثلما تقول رومية 6: 4 أننا نسلك في جدة الحياة. وهناك عمل الله الذي أقامه من بين الأموات تماما مثلما يقول في رومية 6: 4 إنه أقام المسيح بمجد الآب. وهذا يحدث من خلال الإيمان بعمل الله الذي أقام المسيح من بين الأموات.

لذلك تنص كولوسي 2: 12 بوضوح ما يبقى كامناً في رومية 6: 4 ضمنيا - أن المعمودية تعبر عن إيماننا في عمل الله لإقامة المسيح من بين الأموات. نحن نؤمن بأن المسيح قام حيا من القبر ويملك اليوم عن يمين الآب في السماء وسيأتي مرة أخرى من هناك بقوة ومجد. وهذا الإيمان في عمل الله – أو مجد الله كما يسميه بولس - هو: كيفية أن يكون لنا نصيب في جدة الحياة التي للمسيح في ذاته.

في الواقع، جدة الحياة هي حياة الإيمان في مجد وعمل الله. "مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا... فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ." جدة الحياة هي حياة الثقة يوما بعد يوم في عمل الله - مجد الله.

تمثل المعمودية ما حدث لنا عندما أصبحنا مسيحيين:

لذلك دعونا نلخص ونأتي إلى الاستنتاج. تمثل المعمودية ما حدث لنا عندما أصبحنا مسيحيين. هذا ما حدث لنا: لقد اتحدنا بالمسيح. موته أصبح موتنا. فقد متنا معه. وفي نفس اللحظة، أصبحت حياته حياتنا. فنحن نحيا الآن في حياتنا حياة المسيح فينا. وكل هذا يتم اختباره من خلال الإيمان.

هذا هو المقصود أن يكون المرء مسيحيا – أن يحيا في واقع ما تصوره المعمودية: ننظر يوما بعد يوم لله بعيدا عن أنفسنا ونقول: "بسبب المسيح، ابنك، أنا آتي إليك. ففيه أصير ملكا لك. وأنا في الدّاخل معك. فهو رجائي الوحيد لقبولك لي. أنا أتلقى هذا القبول مجددا كل يوم. يستند رجائي على موته لأجلي وموتي فيه. حياتي فيه هي حياة الإيمان فيك، أيها الآب. وبسببه أنا على ثقة من عملك فيّ، ولأجلي. وبنفس القوة والمجد اللذين استخدمتهما لإقامته من بين الأموات ستستخدمهما لمساعدتي. وأنا أؤمن بذاك الوعد بالنعمة الآتية، وفي ذاك أرجو. وهذا ما يجعل حياتي جديدة. أيها المسيح، كم أفتخر فيما تمثله معموديتي! شكرا لأنك مت موتي لأجلي وأعطيتني حياة جديدة. آمين".